أساسيات في فهم السنة النبوية الشريفة

[size=24][بسم الله الرحمن الرحيم

إن السنة النبوية هي المصدر الثاني من مصادر التشريع الاسلامي بعد القرآن الكريم حيث أن مصادر التشريع أربعة و هي :

1- القرآن الكريم 2- السنة النبوية المطهرة 3- القياس و الإجماع 4- الرأي و الاجتهاد

و بما أن السنة النبوية المصدر الثاني من مصادر التشريع اذن لها أهمية عظيمة في فهم الإسلام و التعرف على أحكامه ، و لذا اجتهد العلماء في وضع أسس منهجية دقيقة للتوصل لفهم السنة فهماً دقيقاً ، و من هذه الأسس :

أولاً : فهم السنة النبوية في ضوء الآيات القرآنية الشريفة :

حيث أن السنة النبوية تشرح ، توضح و تفصل أحكام القرآن الكريم و لا يمكن أن تخالفه ، لأنه الأصل الذي تستند إليه و بالتالي كل حديث يظهر فيه معارضة للقرآن الكريم لابد فيه من أحد أمرين :
أولهما : أن يكون الحديث غير ثابت " موضوع " .
ثانيهما : أن نكون قد فهمناه فهم غير صحيح لأنه لو فهمناه فهماً صحيحاً لظهر لنا موافقته للقرآن الكريم .

** من الأمثلة على ذلك :
الحديث المنسوب إلى الرسول صلى الله عليه و سلم انه قال عن النساء : " شاوروهن و خالفوهن " ، فهذا القول لم يثبت عنه صلى الله عليه و سلم ، إذ هو مخالف لقوله تعالى :
" فإن أرادا فصالاً عن تراضٍ منهما و تشاور فلا جناح عليهما " ( البقرة : 233 )
كما أنه مخالف لما كان يقوم به الرسول من مشاورة لنسائه و أخذ برأيهن كما حدث في صلح الحديبية حيث أخذ النبي صلى الله عليه و سلم برأي زوجه أم سلمة عندما أشارت عليه أن يبدأ بنفسه و يذبح الهدي و يحلق ليقتدي به الصحابة .

ثانياً : النظر في الأحاديث الواردة في الموضوع الواحد :

فالأحاديت النبوية تشرح بعضها بعضاً و توضح ، فما ورد غير مفصل من أحكام في أحاديث معينة ، تأتي أحاديث أخرى و تفصل الحكم و توضحه ، لذا لابد من جمع الأحاديث الواردة في ذات الموضوع ليفهم كل منها في ضوء مجموع النصوص للوصول للمعنى الصحيح المراد ، و فهم الحديث بمعزل عن الأحاديث الأخرى الورادة في الموضوع الواحد قد يكون سبباً للوقوع في الخطأ في فهمه .

** من الأمثلة على ذلك :

الحديث الذي فيه يبين الرسول الثلاثة الذين يغضب الله عليهم " المسبل و المنان و المنفق سلعته بالحلف الكاذب " حيث أنه في هذا الحديث نهى الرسول أن يسبل المرء ازاره بقصد التفاخر و الخيلاء و لكن ظاهر الحديث يوهم بأن الاسبال ككل محرم و لكنه ليس كذلك ، المحرم فقط هو ما كان بقصد الخيلاء لذا فلو نظرنا لأحاديث أخرى و جمعنا بينها لاتضح المعنى .. عندنا مثلاً حديث عن النبي صلى الله عليه و سلم يقول : " من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة " و هو حديث صحيح .

ثالثاً : فهم السنة النبوية في ضوء الظروف و الأسباب التي قيل فيها :

لا يصح فهم الأحاديث بمعزل عن الظروف التي حدثت أو قيلت فيها حيث أن هناك من الأحاديث ما ورد حلاً لمشكلة قائمة و مرتبط بظروف كانت موجودة في حياة الناس في ذلك الوقت .

** مثال ذلك :
حديث النبي صلى الله عليه و سلم : " أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين " ، فظاهر الحديث يوهم أنه لا يجوز للمسلم الاقامة في بلاد المشركين ، و لكن هذا الفهم غير صحيح فقد جاء هذا الحديث في الوقت الذي كانت الهجرة فيه إلى المدينة واجبة على كل مسلم ، ليلحق بالصحابة و الرسول و يقتدي بهم و يتعلم منهم و لتقوى شوكة الاسلام و المسلمين ، و لما فتحت مكة و زالت الحاجة للهجرة إلى المدينة فقال النبي : " لا هجرة بعد الفتح و لكن جهاد و نية " .
معنى ذلك أنه لا مانع من السفر إلى غير بلاد المسلمين و الإقامة فيها اذا أمن المسلم على ماله و نفسه فيها و ذلك لأن المنع كان مرتبطاً بظروف و قد تغيرت و انتهت هذه الظروف لذا انتهى المنع أيضاً .

» الكريسمس وأعياد رأس السنة
» نبع الماء من بين الأصابع الشريفة
» تكذيب الرؤيا المزعومة من خادم الحجرة النبوية المسمى الشيخ أح