شرح بعض الأحاديث النبوية ، وذكر ما يتعلق بها من مخترعات تكنولوجية

[size=16]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على نبيه المصطفى وبعد :
فهذه أحاديث نبوية من كلام خير البرية ، رأيت أن أضيف إلى شرحها ما يتعلق بهذه الأحاديث تعلق ببعض المخترعات العصرية ، مما يبين أن مجال الحديث وشرحه مسألة قائمة وحاجة متجددة ، ولا تتعلق بزمن ، ولا تقف عند حدود ، وهذا من بيان ما تنضوي عليه هذه الأحاديث من إعجاز ، كيف لا وهي صادرة عمن لا ينطق عن الهوى وقد رأيت أن لا أذكر شرح الحديث المعتاد فهذا مكانه كتب الشروح المعلومة ، ثم لأن الهدف من هذه الكتابة ليس استعاب شرح هذا الحديث ، وإنما الإضافة ، وما كان في هذا من صواب وخير فمن الله وحده ، وما كان من خطأ وخطل فمن نفسي والشيطان .
الحديث الأول : روى مسلم في صحيحه 4/2060 رقم ( 2674 ) عن أبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال : ((من دَعَا إلى هُدًى كان له من الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ من تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذلك من أُجُورِهِمْ شيئا وَمَنْ دَعَا إلى ضَلَالَةٍ كان عليه من الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ من تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذلك من آثَامِهِمْ شيئا )) .
ومما يدخل في شرخ هذا الحديث من الأمور المستحدثة ما ينشره بعض المخلصين من مواد فيها دعوة للخير على صفحات مواقع الأنترنت ، وما يبذله آخرون من جهود لدعوة غير المسلمين من خلال هذه الوسيلة ، وما يقوم به بعض آخر من مناقشة لإصحاب الأفكار الهدامة عبر هذه المواقع ، وأضعف الإيمان ما يضعه بعضهم من مواد تذكيرية كتوقيع ، أو مداخلة في مكان لا يذكر فيه الله فيها حث على ذكر الله ،
وبالمقابل نجد هناك من يبذل جهوداً في نشر الشر ويتسابق مع غيره من وضع مواد إباحية ، أو غير أخلاقية عل شبكة الأنترنت ، ليراها أكبر عدد من الناس ، وما درى هذا المسكين أنه أكتسب جبالاً من الآثام ، حيث إن المواد التي تنشر على شبكة الأنترنت يشاهدها أكبر عدد ممكن ، و لا يُقارن بحال ما يمكن أن يكون عليه ممن يدعو لضلالة ممن مضى ، لأن الفئة المستهدفة أو التي يصلها ضلاله هي فئة قليلة مقارنة مع من يدخل شبكة الأنترنت في هذه الأيام .
وهنا لا بد من تذكير بأن على الداعية أن يكون حصيفاً وبخاصة عند التحذير من مفسدة أو موقع ، فلا يذكر تفاصيل ، أو يضع روابط لمواقع يحذر منها لأن في هذا دعوة إلى ضلالة وهو لا يدري ، فيكتفى بالتحذير العام دون ذكر التفاصيل ، وله في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الذي يعرض ولا يخصص ، ولا يذكر التفاصيل .
وهناك أمر آخر يمكن أن ندخله في شرح هذا الحديث ، وهو ما يتداوله الناس في الهاتف المتنقل ( الجوال ) ، فيمكن للداعية لأن يستغل الرسائل المرسلة ، فيتخير افضلها ويبعثها لمن يحب ، أو أن يبعث المواد من خلال البلوتوث لمن يعرف ولمن لا يعرف ، فلعلها تصادف ساعة ندم من إنسان فيكتب الله له الهداية من خلال هذاه المادة .
وعلى النقيض من ذلك من يستغل البلوتوث والرسائل ليبث المواد الساقطة ، والمفسدة ، فيكتب له بها إثماً مركباً ، لأن هذا سيرسلها إلى آخر ، والآخر إلى غيره وهكذا .
ولا أنسى وأنا أذكر ما يتعلق بهذا الحديث العظيم أمكانية الاستفادة من البريد الإلكتروني في هذا الجانب ، فيمكن للمرء أن يُرسل مئات ، بل ألاف الرسائل في لحظة واحدة لعدد كبير من المشركين ، ويبث لهم مادة طيبة ، كما نجد من جهود للبعض في نشر الخير ، وهناك رسائل يومية تصل على البريد الألكتروني ، هذا فيه دعاء في دقيقة ، ومواد في أخرى ي نصرة النبي وهكذا ، ولا شك أن الحديث يتناول هؤلاء ويُكتب لهم الأخر المتكرر والمضاعف ، في حين أن من يسعى لنشر البطالات وإشاعة الفحشاء من خلال الرسائل المرسلة عبر البريد الإلكتروني ، سيكون إثمه عظيماً وذنبه كبيراً يُضاعف له بعدد من تمت غوايتهم والعياذ بالله تعالى .
[/size]

تسلم ايدك

» أساسيات في فهم السنة النبوية الشريفة