رحــلة مع الحبــيــب
البـدايـة:
في صحراء مقفرة و الرمال الساخنة تحرق الاقدام والشمس العمودية التي تذوب الصخر...
هناك حبيبين تائهين في الصحراء يبحث احدهم عن الاخر...
اللقاء:
امشي في هذه الصحراء التي لا ترحم و حرارة الشمس التي تقتل وعيني يملأها السراب ...
ارى من بعيد خيال شخص.. اتساءل من هذا؟؟
اجيب نفسي واقول ســـــــــــــــــــراب لا اكثر...
ثم امعن النظر جيدا وارى شخص يقترب مني اكثر فأكثر ...
قلبي بدأ يخفق ..يحس بشئ قريب الى نفسه يقترب منه ... يشم رائحة الحبيب...
ويبحث في الذاكرة .. رائحة من هذه ؟؟؟
فيجيب القلب بدون تردد .. انا ليس لي سوى حبيبة واحدة ..
هل من المعقول حبيبتي معي في الصحراء...!!!
ويبدأ اللقاء..
تقترب مني واقترب منها .. اراها وتراني .. عرفتني من بعيد.. تسارعت اقدامها .. شمت رائحتي ..بدأت تركض الي..وبدأت اركض لها .. ووصلنا لبعض...
مسكت يدها .. وانقلب الكون فجأة ...
اصبحت الصحراء ارض خضراء يملأها الزرع والماء ... واصبحت الشمس مائلة وتغطيها غيوم الربيع...
وانبسط لنا طريق ملئ بالزهور من الجانبين ...
وبدأنا نمشي...
بدأ الحديث:
نظرت لعينها وتظرت لعيني وتكلمنا بالعيون ... فقدنا النطق في ساعتها .. دهشنا..
ضللت انظر لعينها واقرأ مافيها ..
قرأت احزانها .. قرأت شوقها .. فهمت ما بها .. احسست بقلبها...
نظرت لعيني وقرأتني كالكتاب المكشوف...
شدت يدي وقالت احــــــبـــــك
توقف قلبي عند سماعها.. ودمي توقف عن الجريان.. تجمدت لبرهة ..
وعدت الى الحياة .. فقلت لها... احـــــبــــك
اشرقت عيناها .. ماعدت اقرأ فيها الحزن.. بدأت اقرأ فيها الفرح ولهفة اللقاء...
تبادلنا الكلام وسالت عن حالها ..؟
فأجابت انها كالسمكة بدون الماء في غيابي...
فقلت لها : حبيبي انا كالعين بدون جفون .. تعالي وغطي عيني كي انام .. انا نسيت النوم بدونك علمتني السهر ..
وضللنا نمشي وايدينا تشد بعض والزهور على جوانبنا واقتطفت زهرة حمراء وعلقتها على شعرها .. وقبلتــــها...
وفجأة انتهى الطريق و واجهنا قصر كبير.. والحراس على الأبواب..
امسكونا وشدونا من ايدينا وادخلونا القصر ..
قلنا ماجرى ماذا حصل ..
قالوا اسكتوا .. ومشينا في درب مظلم واخره نـــور .. بدأ قلبي ينبض وبدأت اسمع نبضها .. وهي تشد على يدي..
ولما وصلنا ..
وجدنا حاكم جالس على عرشه ..
وعلي يمينه طريق ذو شقين .. وعلى شماله قبر واحد والى جنبه خنجر...
نطق الحاكم وقال.. امامكم طريقان وسكت...
نظرنا الى القبر والى الطريق ذو الشقين ..
ثم نظرت لعينيها ونظرت لعيني.. وتكلمنا بالعيون بدون صوت..
وقلت لها يريدون الفراق..يريدون تفريقنا عن بعض .. قلت لها انظري الى الطريق فيه شقين ..واحد لكي والثاني لي..
فأجابتني بعينها:
قالت الموت احسن من ان افارقك..
لما قالت كذلك .. توجهت عينانا الى القبر والخنجر..
وضللنا نحدق في القبر..ورجعنا ننظر لبعض وقلت لها بعيني نموت معـــــــــــا ...
اجابتني :
لاتقل موت فالموت معك هو الحياة..
فنظرنا الى الحاكم بأحتقار..
ومسكت يدها وذهبت لقبرنا ..
مسكنا الخنجر سوية بيدينا..
ولما اردنا ان نطعن بعضنا ..
قالت لا. انتظر..
وفهمت منها انها تريد ان ندفن سوية ونحن احياء ..
فرمينا الخنجر ..
ورقدنا في القبر سوية...
واغمضت عينيها واغمضت عيني...
وبدأ يغطونا بالتراب...
ولما ينزل علينا التراب تتحول كل حبة رمل الى لؤلؤة...
وتغطينا ..
انذهل الجميع وصاحوا ما هذا بتعجب!!!
قلت لها ونحن مغمضين عينينا ... حصلت المعجزة...
ومسكت يدها وشددتها ... حضنتها بقوة ... وفقدنا روحنا ونحن نيام...
مـــتـــنا سوية ...
وسنبعث سوية...