إذا كنت صاحب مؤسسة صغيرة أو متوسطة وليس لك أهدافا واضحة لمؤسستك, فمن السهل جداً أن تقنع نفسك بأن أي مكان تصل إليه هو غايتك! ولكن عالم الأعمال التجارية اليوم لا يسير على هذا النحو. فالمؤسسات التجارية الكبيرة أو الصغيرة تؤسس بغرض تحقيق أهداف محددة مسبقا. ولن تستطيع أن تعرف أنك حققت أهدافك المؤسسية إلا إذا وضعت تصوراً للمؤسسة عند التأسيس لمراحل نموها المختلفة. وطريقة وضع أهداف للمؤسسات هو وضع أهداف قابلة للقياس, ومحددة بفترة زمنية لتحقيقها وواقعية في نفس الوقت. وأول خطوة لوضع الأهداف المؤسسية هي تصميم خطة سنوية مكتوبة للمؤسسة, يمكنك كتابتها بنفسك عن طريق الاستعانة بالأدلة بالإضافة إلى خبراتك العملية أو الاستعانة بالاستشاريين المتخصصين في تصميم نماذج الربحية وأعمال تطوير المؤسسات.
ويمكن أن تبدأ بخطة طويلة المدى ولكن بتفاصيل سنوية, يتم من خلال هذه الخطة تحديد رأس المال المطلوب, ووضع الميزانية السنوية للمؤسسة, ونسبة النمو السنوية المتوقعة, وتحديد المزايا التنافسية مثلا (جودة المنتج/الخدمة, السعر, نماذج الربحية المختلفة للمؤسسة, الأسواق الخاصة بك, جودة وكفاءة الموظفين,....الخ) ومن ثم تحتاج لتوثيق هذه الخطة من خلال تحديد الخطوات العملية لتفعيل الخطة وتحديد الأنشطة والمهام والأشخاص المسئولين عن هذه الأنشطة.
والخطوة الأخيرة هي مقارنة الخطة بالواقع في مراحل نمو المشروع المختلفة. قد لا تكون تقديراتك بالغة الصحة والدقة 100% فلا أحد يستطيع ذلك, لكنها دليل لخط سير أعمالك. فلهذا عليك بالأعمال التصحيحية لأي انحراف عن الخطة. وعليك أن تفرق بين مشكلات الأداء وبين أخطاء التخطيط عند وضع الخطة. فإذا كان الأداء أقل من المتوقع على سبيل المثال, فربما كان السبب هو أن تقديراتك لم تكن واقعية أو أن الحلول التي اخترتها لم تكن وافية أو البيانات كانت ناقصة. وبالطبع فإن تحديد الإجراءات الصحيحة يعتمد على الأسباب الخفية الكامنة وراء التقصير. ونفس الشيء ينطبق إذا تجاوزت التوقعات. هل كنت متحفظا أكثر مما ينبغي في تقديراتك عندما وضعت الخطة, وهل أنت تقيس النتائج بشكل صحيح؟
وإذا كنت تقود مؤسستك بلا خطة واضحة المعالم وبنتائج محددة بتواريخ لتحقيقها فستكون في وضع مثل مباراة كرة قدم دون أهداف فلا اللاعبين ولا المشاهدين يمكنهم معرفة الفريق الفائز, وكذلك لا يمكنك أن تبدأ سفراً طويلاً بسيارتك دون أن تحدد المكان الذي تريد الوصول إليه والفترة الزمنية التي سوف تستغرقها الرحلة ولو تقريبياً.
في حقيقة الأمر هناك عدد قليل جداً من أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة هم الذين لديهم أهداف واضحة ويعملون على تحقيقها. الآن وبعد قراءتك لهذا المقال هل توصلت إلى قناعة بأهمية وضع خطة مكتوبة واضحة المعالم لعام 2008؟
إن قانون الطبيعة يقول إذا كانت لديك أهداف واضحة المعالم ومحددة التواريخ وكانت لديك قناعة بتحقيق تلك الأهداف فإنك فعلاً سوف تحققها.