اسم مشروعك.. هام هام!
علي عبد المنعم
قمت بكل الخطوات من أجل إنجاح مشروعك.. لكن تبقت خطوة هامة: هل فكرت ما هو الاسم الذي ستطلقه على شركتك أو متجرك أو مشروعك الصغير؟!.. فبعيداً عن أسماء على شاكلة (شركة التكنولوجيا العالمية- بقالة الأمانة – دكان عبده تلوث) عليك أن تختار اسماً يعبر بصدق عن مشروعك أياً كان نوع هذا المشروع، ونحن هنا لا نتحدث فقط عن اختيار اسم جذاب ومؤثر وقابل للتذكر، ولكننا نحاول معاً اختيار اسم يعفيك من أي مسائلة قانونية!
واختيار اسم للمشروع عملية لا تخضع فقط لهوى ورغبة صاحب المشروع (رغم أنها تبدو كذلك)، إذ يجب على صاحب العمل أن يضع في اعتباره عوامل مثل:
1- نوع المنتج أو السلعة أو الخدمة التي يقدمها في مشروعه.
2- المكان والبيئة التي يعمل فيها مشروعه.
3- الجمهور الذي يتوجه له بالسلعة.
4- مدى تفرد السلعة التي تقدمها للجمهور.
ابتعد عن توفيق الدقن!
بالطبع لا أحد يرغب في أن يكون مثل (توفيق الدقن) الذي اختار اسم (شركة الفضاء الخارجي) لمشروعه في فيلم (إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين)، وكان هذا الاسم كفيلاً بأن يستنتج المشاهد بأنه كان نصاباً، ومحتالاً..!
وعلى هذا المنوال، لا ننتظر منك أن تطلق على شركتك صفة العالمية مادام مكتبك مازال رهين الدور الأول في مبنى قابل للانهيار في أي لحظة!..
ولكن هذا أيضاً لا يعني أبداً أن تطلق عليها شركة التواضع المحدودة! ولكي تعلم مدى أهمية هذه الخطوة، يكفي أن نوضح لك أن هناك في الخارج مؤسسات متخصصة في تسمية المشروعات، هدفها مساعدة الشركات والمؤسسات على اختيار الاسم الأكثر مرونة وجاذبية، وبعض هذه الشركات تقوم بأبحاث تسويقية لمعرفة ميول المستهلكين ومدى تقبلهم للاسم، ويبحثون أيضاً في مدى قانونية الاسم خوفاً من انتهاك حقوق الملكية الفكرية لشركات أخرى، ولذا تصل تكلفة التعامل مع هذه المؤسسات من بضعة آلاف إلى 35 ألف دولار أو أكثر!
اختلافهم رحمة!
اختلف الخبراء حول أحسن الطرق لتسمية المشروع، فبعضهم رأى أن الاسم الناجح هو الذي يحمل معلومة للمستهلك (أي يعرف المستهلك نوع السلعة فور سماعه الاسم)، آخرون يرون أن الاسم الناجح هو الذي يصلح بأن يكون غامضاً ويمكن أن يفهم منه عدة معاني عند سماعه..
ومن الآراء المفيدة أيضاً، أنه كلما أمكن واخترت اسماً مفهوماً، كلما سهل هذا عليك مجهود شرح هذا الاسم، بينما يرى آخرون أنه عند اختيار الاسم يجب التركيز على الكلمات الأصلية في اللغة، أو حتى الدمج بين كلمتين أصليتين، بدلاً من اختيار اسم غير صحيح لغوياً.
وفي مصر بعضنا لا يطبق الرأي السابق بسبب (عقدة الخواجة)؛ فأغلب المحال والشركات تختار أسماء أجنبية لمشروعاتها، وهو أمر بجانب كونه محزناً، فإنه قد يؤدي لخسائر مادية كبيرة إذا فعّلت الحكومة قرارها (المجمد) بإرغام تلك الشركات والمحال المصرية (التي تختار أسماء غير عربية لمشروعاتها)، على دفع غرامة أو إغلاق تلك المشروعات!
ومن النصائح الأخرى التي يراها كثيرون مفيدة عند اختيار اسم المشروع، هو أن يكون الاسم سهل النطق. كما أنه من المفيد أن تضع في اعتبارك أنه سيتم اختيار شعار للمشروع بناء على هذا الاسم.
وتذكر عند اختيار الاسم أن يبدو جميلاً وواضحاً عندما يُطبع أو يُكتب. ولذا اكتب الاسم بعدة طرق وبخطوط مختلفة (الرقعة – النسخ – الثلث – الكوفي – الأندلسي – الخط الحر)، وبأحجام مختلفة، وتخيل مشروعك الذي هو حلمك وهو كبير ويُسلط عليه الأضواء، وترفع له الإعلانات على الطرق، في هذه اللحظة تذكر أنك يجب أن تركز بشدة في اختيار الاسم.
ومن المحاذير في اختيار أسم للمشروع، أن يكون معبراً عن مكان، فهذا قد يفهم منه أن إنتاج الشركة لا يباع إلا في هذا المكان (مثل شركة المنوفية للحاسبات)، وكذلك يفضل عدم اختيار اسم يعبر عن السلعة بحذافيرها (مثل شركة الأقراص المدمجة).