لصديقنا في راسـهِ صحـراءُ **** جفت فلا عشبٌ بهـا او مـاء
وكأنها الميدانُ من بعد الوغـى **** فنيَ الجميع فمـا بهـا احيـاء
كصحيفة البلور يلمع سطحهـا **** ولها بيـاضٌ ناصـعٌ وضيـاء
في الليل لا يحتاج قنديلا فمـن **** إشراقهـا تتـبـدد الظلـمـاء
ولقد سمعنـاهُ يقـول ودمعـهُ **** يجري فيعمـي مقلتيـهِ بكـاء
كم من دوا للشعر قـد جربتـهُ **** يوما فراح سدى وظـل الـداء
ياحسرتي ذهب الشباب وكان لي ****فيـه مآثـر جـمـهٌ غــراء
أسفاهُ مالي في الحيـاةِ مطامـعٌ **** فأنـا وسكـان القبـور سـواء
قلنا له : مهلا لـم هـذا البكـا ****فسمع ففي هـذا الكـلامِ عـزاء
إن زال شعركَ وابتيلتَ بصلعةٍ **** فـلأن فيـك نباهـةٌ وذكــاء
فأجاب لا شرف اريد ولا عـلا **** هـلا لديكـم للشـعـور دواء