يكشف سيد معوض لمراسل أحدى القنوات الفضائية عن سر الحوار الضاحك بينه و بين زميله السابق و لاعب الزمالك الحالي هاني سعيد و أكد أنه حوارا شخصيا بينه و بين اللاعب الذي أنتقل للزمالك عن طريق "بيت الطاعه" الكروي الذي هو أحدث تقاليع الكرة المصرية التي صدرتها للعالم هذا العام .. و لكنني سأكشف ستر الحوار القصير الذي جمع بين اللاعبين قبل اللقاء ..
سيد معوض يلوم سعيد لأنه رضخ للضغوط و قبل بارتداء الفانلة البيضاء في حين أصر معوض على موقفه الرافض لارتداء أي قميص مصري غير القميص الأحمر .. تغرب معوض ستة أشهر و عاد ليحصل على أول لقب محلي له بعد أسبوعين من ارتداء الفانلة الحمراء في الوقت الذي ضعف فيه هاني سعيد و ارتدى فانلة يبدو انه ثقله و أسمه سيهبطان معها كثيرا هذا العام!
الكلام عن اللقاء أصبح مكررا و مملا لأقصى حد .. لا أدري ما الجديد الذي يمكن أن نتحدث فيه عن اللقاء بعد الفوز الأحمر رقم 14 في 16 مباراة قمة متتالية في أربعة سنوات .. و لا اعرف لماذا الأصرار على لقب "قمة" رغم أنها لم تعد كذلك على الاطلاق .. في الأهلي فريق مرعب يحتوي على العديد و العديد من الأسماء المرعبة التي يصعب التعامل معها لمدة موسمين قادمين على الأقل .. في الأهلي مدير فني قال عنه اسلام الشاطر قبل المباراة أنه يعشق مباريات الزمالك و يدمن تحضير المفاجأت للأشقاء الزملكاوية فيها .. في الأهلي طوفان من الأسماء الرنانة التي تلعب بثقة تستمدها من جماهير عظيمة أكدت مباراة السوبر أنها قد وصلت الى العالمية هي الأخرى ..
في الأهلي لا توجد دائما أية مشكلة .. يغيب أبوتريكة فيتألق أحمد فتحي .. يغيب فتحي للاصابة فيتألق بركات .. يتعطل بركات فيخرج أحمد حسن من رحم أوروبا لمواصلة التألق .. و مازال هناك العجيزي و المحمدي و أحمد حسن دروجبا و بلال و حسين علي ينتظرون نصف فرصة للتألق و اضافة المزيد و المزيد من البطولات و الألقاب الحمراء!
فنيا لعب الطرفين بطريقة واحدة تعتمد على الحذر الدفاعي و الابتعاد عن مفاجأت الدقائق الأولى التي تعقد أية مواجهات في لقاءات الكئوس .. من تشكيلات الفريقين قبل اللقاء وجدنا أن الطريقة الواحدة استخدمها المديرين الفنيين لهدفين متناقضين للغاية .. وجدنا مديرا فنيا يلعب على البطولة و يدرس كافة الاحتمالات التي تقضي على اللقاء في الملعب دون الحاجة الى اللجوء الى ضربات "الحظ" أمام مديرا فنيا يؤكد التشكيل أنه كان يهرب من شبح الهزيمة الأفريقية .. جوزيه يعتمد على طريقة دفاعية تساعده على الهجوم بـ "الريموت كنترول" في الوقت الذي يريده بالطريقة التي يفضلها .. أما هولمان فقد أعتمد على نفس الطريقة للهرب من أية خسارة كبرى ربما تفتح الطريق الى موسم مؤلم جديد لأبناء ميت عقبة .. التأمين الدفاعي للخروج بهزيمة مقنعه و سيكون الفوز متحا اذا وصل اللقاء الى مرحلة ضربات الحظ الترجيحية!
في تشكيل الأهلي كانت هناك مفاجأة واحدة و هي اشتراك أحمد صديق أساسيا منذ بداية المباراة .. و هذا اعتمادا على أنه سيقابل المجهول البرازيلي ريكاردوفي الجبهة اليسرى البيضاء ففضل جوزيه اشراك ظهير أيمن بواجبات دفاعية كاملة لحين اكتشاف قدرات اللاعب الزملكاوي الجديد .. في الثلث الهجومي لعب جوزيه بطريقة المثلث المرعب المكون من رأس حربة أنجولية الصنع و قاعدة تعتمد على السرعة الشديدة و المهارة العالية متمثلة في أحمد حسن و محمد بركات الذين تبادلا مواقعهما أثناء المباراة بشكل رائع .. و أفضل ترجمة لذلك كان الهدف الأول الذي تقاسمه الاثنين و كأنه مشهد من فيلم رومانسي و ليس هدفا في مباراة لكرة القدم!
في الزمالك كان العقاب الألماني الرادع لكل من أخطأ في مباراة أفريقيا .. استبعاد ظهيري الجنب أسامة حسن و محمد عبدالله بصحبة قلب الدفاع محمود فتح الله كان عقابا وقتيا من المدير الفني على اخفاق الثلاثي أفريقيا .. و جاء السوبر ليصدم هولمان من جديد في البدائل التي لعب بها .. حيث أكتشف أن "أحمد" لا يختلف كثيرا عن "الحاج أحمد" .. و أن ظهيري اليوم ليسوا أفضل و لا أعظم تأثيرا من ظهيري الأسبوع الماضي .. و حتى قلوب الدفاع عمر الصفتي و هاني سعيد و وسام العابدي فقدت مشاعرها لتتحول من قلوب دفاعية نابضة الى قلوب جليدية باردة للغاية في كل شئ!
لعب الأهلي ضاغطا و مهاجما خمسة عشر دقيقة فقط .. و يبدو أن ذلك يعود الى أن الفريق في الملعب يحمل شعورا غير عاديا بأن الزمالك الذي خسر أربعة سنوات ماضية أغلب الظن أن أمامه أربعة سنوات أخرى ليحقق فوزا مقبولا على الأهلي .. خمسة دقائق في نهاية الشوط الأول شهدت تسديدة لأحمد حسن و هدف لايضيع الا من محمد بركات .. خمسة دقائق أخرى في بداية الشوط الثاني أنتجت الهدف المشترك ما بين بركات و أحمد حسن .. ثم خمسة دقائق في النهاية حملت مفاجأة سارة لمعتز اينو بتسجيله الهدف الأحمر الأول له في مرمى ناديه السابق .. و أعود هنا الى نظرية الهجوم بـ "الريموت كنترول" التي طبقها مهاجمو الأهلي بحرفية عالية للغاية!
في الزمالك .. لم يبرز لاعبا بعينه و لم يقنعنا أحد من اللاعبين بشئ .. و أستغرب هنا اصرار الاعلام الرياضي الذي علق على المباراة -كالعادة- قائلا أن الزمالك "ماشي كويس" .. فأما أن الهزيمة من الأهلي و استقبال أربعة أهداف حمراء في أسبوع واحد تعتبر مؤشرا جيدا على التحسن المزعوم .. و أما أن هناك طرفا منا -نحن و القنوات الفضائية- لا يفهم في كرة القدم .. أجوجو لم "يحلل" الثلاثة ملايين من اليوروهات التي يحصل عليها سنويا .. و لو حصل عمرو زكي على ربع هذا المبلغ لما خرج من باب الزمالك مدى الحياة .. اللاعب البرازيلي ريكاردو ليس ظهيرا أيسر .. امكانياته و مهاراته تؤكد أنه مهاجم صريح أو صانع لعب في أسوأ الفروض و الدفع به في الجانب الأيسر يؤكد أن هناك خللا فنيا واضحا في الجهاز الفني الأبيض .. هاني سعيد لم يفعل شيئا سوى المساعدة في صناعة الهدف الأهلاوي الثاني و انقاذ ثالثا من أسامة حسني قبل النهاية بلحظات ..ناشئي الزمالك عبدالرؤوف و محمد ابراهيم ثبت أنهم أقل من مستوى الحدث .. دعوات الوالدين فقط هي التي ضمنت استمرارهما في الملعب دون الحصول على بطاقات حمراء يستحقها الاثنين في الشوط الأول وحده .. في حين لم يشعر أحد بأية قيمة للتغييرات في الفريقين -باستثناء أسامة حسني- و بدا كأن البدلاء كانوا يجلسون على دكة في شاطئ النخيل و ليس باستاد القاهرة!
بالنسبة للتحكيم .. أعتقد أن الحكم النمساوي جامل الزمالك كثيرا في بداية المباراة بالتغاضي عن انذار الكثير من لاعبي الزمالك في الشوط الأول و الاكتفاء بانذارين لأحمد عبدالرؤوف و العابدي .. أعتقد أيضا أن هناك سرا "لغويا" يفسر لنا سبب طرد العابدي من اللقاء .. فالحكم النمساوي الذي يجيد الألمانية و الفرنسية لابد و أنه قد دخل في نقاش مع المدافع التونسي الذي يتحدث الفرنسية بطلاقة سمع فيه كلاما أستحق عليه الطرد .. كما أن عدم احتساب ضربة الجزاء يحاسب عليه لاعب الزمالك و ليس الحكم .. و جاء تغيير عبدالرؤوف "وقتي" بعد اللعبة مباشرة كنوع من العقاب .. يعود الحكم ليجامل الزمالك من جديد بالتغاضي عن طرد اللاعب محمد ابراهيم بعد اعتدائه على حسن مصطفى .. كانت أكبر عيوب الحكم هي دخوله في مناقشات جانبية كثيرة طوال اللقاء مع الألماني هولمان .. ربما لأن هولمان هو الشخص الوحيد بالملعب الذي يتحدث بالألمانية!
قبل أنهي ثرثرتي الطويلة عن اللقاء .. لا يبقى سوى كلمة شكر للمجيدين في المباراة من وجهة نظري و هم أحمد حسن و أمير عبدالحميد و وائل جمعة .. الأول أكمل ما بدأ فيه الأسبوع الماضي من قيادة واعية لهجوم الأهلي الذي لم يشعر أحد بغياب أبوتريكة و متعب عنه للمرة الاولى .. ساعده بركات في التحرك بحرية داخل الثلث الهجومي الأبيض مما جعل من مراقبة الاثنين مهمة مستحيلة ناهيك عن الأدوار الدفاعية التي أبدع في أدائها ليؤكد اللاعب حقيقة أن الفريق الذي يلعب له أحمد حسن دائما ما يلعب "زايد واحد" .. الثاني تعامل ببراعة مع انفرادات الزمالك و الانفرادات في كرة القدم مثل ضربات الجزاء .. تسجيلها أو اضاعتنها يقلبا أوضاع فريق و يعدلا أوضاع فريق اخر .. تعامل أمير مع الانفرادات جاء بـ "المخ" دون أن يسبب أية مشاكل له أو للفريق ..تعامل ايضا مع التسديدات بثبات واضح و جيد .. وان بقي عدم خروجه في أي من الكرات العرضية التي أرسلها الزمالك طوال اللقاء عيبا يجب أن يبحث له أحمد ناجي عن حل .. المهم أن اللاعب أجاد في المجمل و أستحق "الشيل على الرأس" من زميله الفلسطيني رمزي صالح في أكثر اللقطات التي أسعدتني في لقاء السوبر .. أما الثالث .. فقد قام بالدفاع على الطريقة الأوروبية .. كان موفقا لأقصى درجة في التحاماته و اشتراكه المؤثر في المواقف الصعبة .. أخفى أية خطورة لأجوجو في الملعب للدرجة التي جعلت المهاجم الغاني يلعب دون أمل في الوصول الى شباك أمير عبدالحميد سوى بتدخله من وضعية "التسلل" لافساد هدف علاء كمال الملغي ...!
في عام القمة .. انتهت قمتين .. باقي ثلاثة قمم -يحتمل زيادتهم الى ستة- يمكن للاعبي هذا الجيل أن يصنعوا معجزة محلية و عالمية من خلال مرات الفوز بمباريات الدربي في عام واحد .. في انتظار الفوز المقبل على الزمالك ان شاء الله ...!
موضوع: الفوز بـ "الريمـــوت كنتـــرول" 
الثلاثاء أغسطس 12, 2008 12:05 pm
