الأهلى يمتلك مدرب رائع وقدير يمتلك فكر عالى ويجيد قراءة المباريات ويضع تشكيل مناسب وخطة يوظف فيها إمكانيات لاعبيه كأفضل ما يكون وأعتمد منذ قدومه الى مصر على اللآعبين الذين يجيدون القيام بأكثر من دور فى الملعب ليتيحوا له تبديل مراكزهم كيفما يشاء وفى أى وقت أو يكسب تغيير فى حالة إصابه أحد الموجودين فى الملعب بداية من حسام غالى وإبراهيم سعيد ومرورا ببركات وتريكة و أحمد فتحى وأخيرا أحمد حسن.
هؤلاء هم مصدر خطورة أى تشكيل يضعه ودور المدرب المنافس البحث على المركز الذى سيلعبون فيه ويحجم من دورهم لأنه لم يعد فى الكرة الحديثة من يراقب لاعب رجل لرجل مثلما فعل أيمن عبد العزيز فى المباراة الأولى.
جوزيه لم يكن ليغامر بالجدد كلهم ولكن وضع من يملكون المهارة التى يفضلها فأحمد حسن ماشاء الله يمكنه اللعب حتى حارس مرمى وسيد معوض يمكنه اللعب كجناح أيضا وحسين ياسر جوكر ولكن سير المباراة جعلته يلجأ للخطة البديلة لأنه لو كان سحب صديق مثلا ونزل حسين ومن ثم أعاد أحمد حسن بدلا من عاشورونزل أسامة حسنى كمهاجم ثانى وحدث أن احرز الزمالك هدف ستطول المباراة وتدخل فى وقت إضافى وهو يريد حسم سريع مع إراحة لاعبيه ظهر هذا فى تغيراته وتوقيتها الرائع.
جوزيه لم يلعب مدافعا كما حاول البعض أن يوهمنا (كمدحت شفافية) ولكنه عرف أن الزمالك لن يغامر بالهجوم وإيقافاته حددت 90% من التشكيل ولايملك حلول هجومية وأن معظم صفقاته فى الدفاع وفى الوسط فعمل على إمتلاك الوسط ومباغتة الزمالك بسرعة بركات وأحمد ومن ورائهم بوجلبان نجم المباراة الأول وعاشور وعزل أجوجو بين مدافعيه الثلاثة مما جعل لاعبوا الزمالك عندما يمتلكون الكرة يمرروها عرضيا أو يمسكوها فتقطع منهم.
الزمالك إجمالا يمتلك فرصة فى الشوط الأول سببها شادى محمد بسوء تغطيته ووائل بسرحانه فالكرة مع علاء كمال كان لابد أن ينظر وائل على أجوجو لأن اللعبة تكررت فى المبارتان ففى المباراة الأولى عندما ترك أجوجو وحاول الضغط على جمال حمزة أصطدمت الكرة به لتغير إتجاهها فمن مبادىء مركز المساك الأولى أن أهتم بمن أراقبه وأترك التغطية لليبرو وهو خطأ يجب علاجه أن يتقدم شادى للضغط أمام الصندوق فمع من كان فى هدف حمزة وفرصة أجوجو.
أما فى الشوط الثانى ففرصة عبد الرؤوف نسخة من اللعبة السابقة مما يدلل على كلامى وينذر أن مهاجمى أسيك وأنيمبا والهلال لن يضيعوها مثل لاعبوا الزمالك أما فرصة اجوجو فنتيجة سرحان سيد معوض الذى بدأ يفقدتركيزه و اعصابه فى أخر المباراة وتمركز أمير كان خاطىء ولكن جمعة عمل بلوك بخبرة مع عدم تركيز أجوجو الذى فكر أن يضعها بشكل حلو ساعدا على ضياعها وهناك كرة ايضا بعيدة من مجدى وأخرى لم يطولها اجوجو ....
ونستخلص أن فرص الزمالك كانت قليلة وليست بخطورة فرص الأهلى وهذا مااراده جوزيه ان يرهق لاعبوا الزمالك أنفسهم وكان واثق فى لاعبيه بشدة ان ينفذوا ما أراده وهو ماحدث والدليل حفاضه على نفس الخطة طوال المباراة فهو أنزل اسامة بدلا من صديق وأعاد بركات للناحية اليمنى فلعب بمهاجمين تحتهما احمد حسن ولكن خشونة الزمالك والتغييرات الحمقاء من هولمان جعلته يتراجع ويريح لاعبيه فنزل حسن مصطفى بدلا من فلافيو ولعب حسن مكان بركات فى الشوط الأول ليستفيد بحيويته فى الضغط على الزمالك وبعد التدخل العنيف على حسن والإحتكاك بأنيس أخرجه ونزل أينو ليضغط أكثر على وسط الزمالك ليمنع وصول الكرات للمهاجمين ونجح بإقتار لأن جعفر فعليا لم يلمس الكرة وأينو أحرز هدف إذا هى العلامة الكاملة للعبقرى جوزيه.
ولكن يبقى أن شادى من الممكن إراحته فى المباريات المحلية هو ووائل ويلعب الثنائى محمد سمير ورامى عادل ليرتفع مستوى الجميع وتزيد المنافسة ويكون هناك البديل الكفء الجاهز فى أى وقت وصديق ثانى أفضل لاعب فى المباراة وصاحب المستوى الثابت منذ عودته للأهلى يجب أن يلعب بإستمرار أما حسن مصطفى وأينو وحسين على فهم ذخيرة الأهلى محليا لايجب أن يخسرهم وبلال وأسامة يحتاجان للعب .... إذا مستر جوزيه طلبت صفقات ووفرت لك إدارة الأهلى كل الإمكانيات فهل ستلعب بتشكيلين ونرى أسماء جديدة نتغنى بها وتقل الإصابات وتتوقف أنت وحسام البدرى عن نغمة الإرهاق التى لم تعد مقبولة بعد أتمنى ذلك .